الجمعة إلى الأحد، من 30 مايو إلى 1 يونيو 2025 – انطلقت في مركز إسطنبول المالي فعاليات القمة العالمية الثانية للاقتصاد الإسلامي، والذي ينظمه منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي ضمن سلسلة “قمم البركة”، تحت شعار “استراتيجيات الاقتصاد الإسلامي: الطريق نحو اقتصاد عالمي مؤثر”، وذلك بحضور فخامة السيد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان.
وانعقدت القمة هذا العام باستضافة بنك خلق، بشراكة استراتيجية مع مكتب الاستثمار والتمويل التابع لرئاسة الجمهورية التركية، وصندوق الثروة السيادي التركي (TWF)، ومنتدى شباب التعاون الإسلامي (ICYF)، وجامعة ابن خلدون، ومركز إسطنبول المالي (IFC)، ومجموعة البركة كشريك عالمي. وشهدت الفعالية حضور وزير الخزانة والمالية التركي السيد محمد شيمشك، ورئيس مجلس أمناء وقف “إيلم يايما” السيد نجم الدين بلال أردوغان، ورئيس مكتب الاستثمار التابع للرئاسة السيد أحمد بوراك داغلي أوغلو، والرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة صندوق الثروة السيادي التركي السيد سليم أردا إرموت، ورئيس البنك المركزي التركي الدكتور فاتح كارهان، إضافة إلى المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة الدكتور محمود محيي الدين، وكوكبة من ممثلي المؤسسات المالية الإقليمية والدولية، وصنّاع القرار، وخبراء الاقتصاد، وأكاديميين بارزين.
وخلال كلمته الافتتاحية، عبّر فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان عن سعادته باستضافة القمة في إسطنبول، المدينة التي تقع عند مفترق ثلاث قارات، مشيراً إلى أن المسلمين يشكلون 25% من سكان العالم، في حين لا تتجاوز قيمة قطاع التمويل الإسلامي نحو 2.5 تريليون دولار، وأن الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، لا تُسهم سوى بـ 11% فقط من التجارة العالمية. وقال: “رغم أننا نمثل ربع سكان العالم، إلا أن مساهمتنا في الاقتصاد العالمي لا تتجاوز 9%، هذه الأرقام تؤكد أننا كعالم إسلامي يجب أن نستثمر أقصى طاقاتنا في مجالات التجارة والاستثمار والتمويل والتعاون.”
وأضاف أردوغان أن المنهج الأخلاقي والعادل والمستدام للتمويل الإسلامي سيتم بحثه بعمق في ظل المناخ الاقتصادي العالمي المضطرب، قائلاً: “من التخطيط الاستراتيجي للاقتصاد الإسلامي إلى نماذج النمو، ومن الحلول المالية التكنولوجية إلى منهجيات الحلال، فإن الطروحات المتنوعة في هذه القمة ستقربنا من تحقيق أهدافنا. ونحن في تركيا، ملتزمون بالقيام بدور الجسر بين الثقافات والشعوب كما كنا عبر التاريخ، والخطوات التي نتخذها لجعل إسطنبول مركزاً مالياً عالمياً تفتح آفاقاً جديدة ليس فقط لبلدنا، بل للمنظومة المالية الإسلامية بأكملها.”
من جانبه، أكد سعادة السيد عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس إدارة منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، في كلمته أهمية التحرك الجماعي وسط التحولات الاقتصادية العالمية المتسارعة، وقال: “تأتي هذه القمة في وقت يشهد تغيرات غير مسبوقة، ما يمنح الاقتصادات الناشئة فرصة فريدة لتشكيل المستقبل.” وأضاف أن الاقتصاد الإسلامي يُعد خياراً عالمياً قابلاً للتطبيق، يستند إلى الأخلاق والابتكار والرخاء المشترك، داعياً إلى تطوير أطر عملية تعزز الشمول المالي وتصمد أمام التحديات. واختتم بالقول: “المستقبل ملك لمن يصنعه”، مشدداً على أن القمة تجسد ترجمة القيم المشتركة إلى تحركات استراتيجية ملموسة.
وأشار وزير الخزانة والمالية السيد محمد شيمشك إلى أن التمويل الإسلامي يمتلك إمكانيات كبيرة في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية، قائلاً: “نشهد مستوى غير مسبوق من عدم اليقين العالمي، خاصة في السياسات التجارية. ورغم ما قد يبدو محبطاً، فإن كل تحدٍ يحمل في طياته فرصة — إذا كنا على استعداد لها. ورغم النمو السريع للتمويل الإسلامي، فإنه لا يزال يشكل ما يزيد قليلاً عن 1% من السوق المالية العالمية. وإن كنا نؤمن أنه الخيار الأكثر ملاءمة لمستقبل العالم، فعلينا أن نقر بأن حجمه الحالي لا يزال محدوداً للغاية.”
من جانبه، أوضح الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل التنمية المستدامة، أن التمويل الإسلامي قادر على المساهمة في معالجة التحديات الكبرى، مثل التجزء الاقتصادي وأزمات الديون والفجوة في تمويل التنمية المستدامة. وأضاف أن المبادئ الجوهرية للتمويل الإسلامي — كإحقاق العدالة، والشفافية، وتوزيع المخاطر — تجعل منه أداة فعّالة لبناء أنظمة مالية أكثر شمولاً ومتانة على المستوى العالمي. ودعا إلى تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية في الفترة التي تسبق مؤتمر “تمويل التنمية”، مشدداً على أهمية تبني استراتيجية موحدة لتفعيل دور التمويل الإسلامي في الحلول الاقتصادية العالمية.
وأكد الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، السيد يوسف حسن خلاوي، أن المنتدى يهدف إلى ابتكار مسارات جديدة بدلاً من اتباع المسارات التقليدية. وقال: “لذا نحن اليوم في إسطنبول، والمدينة المنورة، ولندن، ومدن أخرى. وخلال جلسات اليوم، سنعرض مؤشر الاستدامة الخاص بنا في مركز إسطنبول المالي. إن جميع مبادراتنا قائمة على التعاون، وليس العمل المنفرد. وأشكر شركاءنا ورعاتنا. هدفنا ليس فقط تنظيم قمة عالمية في إسطنبول، بل تحويل هذا المركز إلى ركيزة أساسية في منظومة الاقتصاد الإسلامي.”
بدوره، أشار السيد بلال أردوغان، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة ابن خلدون، إلى أن تركيا أصبحت ملاذاً آمناً وسط الاضطرابات العالمية، مضيفاً: “الاقتصاد الإسلامي ليس مجرد نظام مالي بديل، بل هو منظومة متكاملة لحياة عادلة وأخلاقية. ومن خلال التعاون مع الجامعات وبرامج المنح والمبادرات الشبابية، نعمل على توسيع قطاع التمويل الإسلامي. لكننا لا نزال نواجه فجوة كبيرة في المعرفة بهذا المجال، خاصة داخل تركيا.”
فيما سلط سعادة أ. ساليم أردا إرموت، الرئيس التنفيذي وأحد أعضاء مجلس إدارة صندوق الثروة السيادي التركي، الضوء على الدور الحاسم لمركز إسطنبول المالي كمركز استراتيجي للتمويل الإسلامي. وأشار إلى المعاملات الهامة التي أجراها الصندوق في التمويل الإسلامي، وخاصة إصدار الصكوك الدولية الأولى في 2024 بقيمة 750 مليون دولار، والتي شهدت طلبًا استثنائيًا، حيث تم الاكتتاب فيها بأكثر من 15 مرة.
وألقى سعادة أ. فاتح كاراهان، محافظ البنك المركزي التركي، الضوء على النمو اللافت الذي شهده قطاع التمويل التشاركي في تركيا، حيث ارتفعت حصته في النظام المصرفي من 5.3% إلى 8.3% على مدار العقد الماضي.
وخلال حفل الافتتاح، تم توقيع مذكرة تفاهم بين منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي مُمثلاً بالأمين العام السيد يوسف حسن خلاوي، وبنك خلق ممثلاً بالرئيس التنفيذي السيد عثمان أرسلان. كما قدّم السيد عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس أمناء منتدى البركة، مصحفاً يدوياً مصنوعاً من الخشب إهداء إلى فخامة الرئيس أردوغان، الذي بدوره قدّم هدية تذكارية. واختتم اليوم الأول بالتقاط صورة جماعية جمعت الشركاء الاستراتيجيين والمنظمين وفخامة الرئيس.
تعبيرًا عن الشكر والتقدير، قام سعادة أ. خلاوي بتكريم رعاة القمة:

  • الشريك العالمي، مجموعة البركة، ممثلًا من أ. حسام بن الحاج عمر، الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة.
  • الشريك المضيف، بنك خلق، ممثلًا من أ. عثمان أرسلان، الرئيس التنفيذي لبنك هالكبانك.
  • الراعي البلاتيني، تركيا كاتيلم سيغورتا، ممثلًا من أ. غوراي تشيليك، المدير العام لشركة تركيا كاتيلم سيغورتا.
  • الراعي البلاتيني، بنك إيملاك كاتيلم، ممثلًا من أ. نيهات بولوت، نائب المدير العام لإدارة المخاطر الائتمانية.
  • الراعي البلاتيني، سيباي، ممثلًا من أ. نزيه سيباه أوغلو، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة سيباي.
  • الراعي الذهبي، تكاس بنك، ممثلًا في السيد محمود كاياجيك، رئيس مجلس إدارة تكاس بنك.
  • الراعي الفضي، يلدز القابضة، ممثلًا في السيد محرم أوزونوغلو، نائب الرئيس للشؤون المالية في يلدز القابضة.
  • الراعي البرونزي، بنك زراعات كاتيلم، ممثلًا من أ. متين أوزدمير، المدير العام لبنك زراعات كاتيلم.
  • الراعي البرونزي، كوليندي، ممثلًا من أ. دينيز ديفريم جينجي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لكوليندي.
  • راعي الجلسة الخامسة، مكتب آيهان حقوق للمحاماة، ممثلًا من أ. نامق آيان، مؤسس مكتب آيهان حقوق.
  • الشريك الإعلامي، اقرأ، ممثلًا من أ. حسن العطاس، مدير الإعلام في اقرأ.

وكان من أبرز أحداث القمة، إطلاق “مؤشر البركة الإسلامي للبيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)”، الذي طُوّر بالتعاون مع شركة Spectreco. ويُعد هذا المؤشر معياراً عالمياً جديداً يجمع بين التوافق مع الشريعة، والامتثال لمعايير الاستدامة، والأداء المالي، من خلال منصة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تتيح الشفافية والمراجعة الفورية، وتُستخدم من قبل مديري الأصول والمصارف والأسواق المالية لبناء محافظ استثمارية قائمة على القيم دون تقديم تنازلات. كما شهدت القمة عرض الفيلم الوثائقي”لمحات من المصرفية الإسلامية: من النشأة إلى الواقع المعاصر”، الذي يتناول مسيرة خمسين عاماً من تطور التمويل الإسلامي وروّاده، مع تسليط الضوء على الدور الريادي المتنامي لتركيا في رسم ملامح مستقبل هذا القطاع.

التخطيط الاقتصادي الإسلامي الاستراتيجي: استراتيجيات البنوك الإسلامية من أجل اقتصاد إسلامي مستدام وطويل الأجل ومؤثر

بدأت الجلسة الأولى، التي أدارها أ. خُرام هِلال، الرئيس التنفيذي، مجموعة المصرفية الإسلامية، بنك ستاندرد تشارترد، بمشاركة ثلاثة من المتحدثين المتميزين، هم، سعادة د. عدنان شلوان، الرئيس التنفيذي، بنك دبي الإسلامي، وسعادة أ. إقبال خان، الرئيس التنفيذي لشركة فجر كابيتال – دبي، وسعادة د. أدمير تشافاليتش، رئيس لجنة السياسة الاقتصادية والمالية في مجلس النواب برلمان اتحاد البوسنة والهرسك
استمرت القمة في اليوم الثاني بمشاركة قوية، حيث تم التركيز على مواضيع رئيسية مثل التمويل الإسلامي، والاستثمار الأخلاقي، والتحول الرقمي، والتنمية المستدامة.

الاستراتيجيات الاقتصادية للنمو: من المحلية للعالمية

خلال الجلسة الثانية التي أدارها أ. نور الرحمن عابد، عضو مجلس إدارة مجموعة بيت التمويل الكويتي، قدم المشاركون رؤى حول الاستراتيجيات الوقائية ضد تقلبات السوق، والتوسع عبر الحدود، وتطوير نماذج اقتصادية إسلامية جديدة لمعالجة التحديات العالمية ، وشارك بالجلسة الأستاذ حسين فخرالدين، الرئيس التنفيذي بالإنابة، كيو إنفست، أ. رافي حنيف، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة ماليزيا للمجتمعات السكنية المحدودة، أ. عارف إسماعيل، مدير الامتثال وإدارة المخاطر في بنك التوفير الإسلامي الوطني للمتقاعدين.

الإنسان والاستراتيجيات البيئية: العدالة الاجتماعية والتمكين الاقتصادي

أدار الجلسة الثالثة أ. د. أحمد فاروق أيسان، منسق برامج الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد والتمويل الإسلامي بجامعة حمد بن خليفة، حيث اجتمع فيها كل من أ. د. محمد أسوتاي، أستاذ الاقتصاد السياسي والتمويل الإسلامي بجامعة دورهام.، أ. مصطفى عادل، رئيس التمويل الإسلامي في مجموعة بورصة لندن، أ. محمد رشدي، كبير مسؤولي المعلومات في ريم للتمويل.

استراتيجيات اقتصاديات صناعة الحلال وأدوات الاقتصاد غير الربحية من منظور الاقتصاد الإسلامي

في الجلسة الرابعة، التي أدارها د. عمران لوم، رئيس قسم التمويل الإسلامي في بنك أستراليا الوطني، ناقش المتحدثون الأدوار الاستراتيجية للإنتاج الحلال، والزكاة، والنظم الخيرية، والعدالة الاجتماعية، وشارك بها أ. حامد جودة، المؤسس، المدير الإداري والرئيس التنفيذي، بنك تاج المحدود، وأ. د. زياد محمود ، باحث رئيسي، مركز التمويل الاجتماعي الإسلامي، ود. معتز أبوجيب، مدير في شركة IFAAS، عضو مجموعة العمل للتكنلوجيا المالية في (AAOIFI)، و أ. محمود تاتاري، المدير العام، بحلال كنترول.

ورشة العمل المؤسسية: التمويل المبتكر: تجربة الإصدار الأول لصكوك صندوق الثروة السيادي التركي

تم تخصيص الورشة لعرض التقدم الاستراتيجي لتركيا في التمويل التشاركي، تحدث بها أ. طارق عزير، مدير الشؤون المالية في صندوق الثروة التركي؛ وأ. ايمج كوش، مديرة الأسواق المالية الدولية وتمويل المشاريع، صندوق الثروة السيادي التركي؛ وأ‌. جيزام زينب بولوكباشي، نائب الرئيس، صندوق الثروة السيادي التركي؛ وأ. حسن علي كولاك، مدير الشؤون القانونية، مركز إسطنبول المالي. وقد سلطوا الضوء على الآثار التقنية والقانونية والسوقية لإصدار الصكوك ودورها في تعزيز نماذج التمويل المستدامة والشفافة.

ورشة العمل العامة: استراتيجيات ريادة الأعمال والشركات الناشئة: منظور إسلامي للنجاح المستدام

أدار الورشة سعادة أ. طه أيهان، رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب، حيث تم التطرق إلى رواد الأعمال الشباب، وقدم د. وائل الدسوقي، الأمين العام لمنظمة صالح كامل لريادة الأعمال المستدامة وتنمية المشروعات، إرشادات قيمة حول تعزيز الابتكار وفقًا للمبادئ الاقتصادية الإسلامية وتمكين الشباب لتحقيق نمو اقتصادي شامل.
وأتت الجلسة الخامسة تحت رعاية شركة آيهان حقوق، بعنوان “آليات ووسائل الاتصال والتسويق لمؤسسات الاقتصاد الإسلامي وأدواته”
أدار الجلسة – أ. جوخان يوجيل، رئيس الاتصال، مكتب الاستثمار والمالية، رئاسة جمهورية تركيا، وضمت متحدثين بارزين مثل أ. ألمير كولان، مؤسس “مسلم موني ماترز”; وأ. محمد خالد، رئيس العلامة التجارية والتسويق في بنك البلاد; وأ. إمب هاشمي، الصحفية في BBC; وأ. فرزانه بادويل، الرئيس التنفيذي لشركة “كورزون بي أر”. ركزت الجلسة على أهمية الاتصال الاستراتيجي المتزايدة في تعزيز الحضور العالمي والفهم العام للمؤسسات المالية الإسلامية. كما أكد السيد يوجيل على ضرورة وجود خريطة طريق شاملة لتحسين الرؤية والأداء والتأثير العالمي، خاصة من خلال قنوات الإعلام الرقمي.

وخصصت القمة جلسة خاصة تحت رعاية جائزة صالح كامل للاقتصاد الإسلامي

قدّم باحثون دكتوراه من أبرز الجامعات التركية، مثل جامعة ابن خلدون، جامعة إسطنبول، جامعة إسطنبول ميدنيت، جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، وجامعة مرمرة، أبحاثًا متطورة في مجالات مثل التمويل التشاركي، الاستدامة، الاقتصاد السلوكي، وتأثير المصرفية الإسلامية على الأسواق العالمية.

ورشة العمل: النمو الديمغرافي والتوسع الاقتصادي الإسلامي: آفاق جديدة

كما ضم اليوم الثالث ورشة عمل بقيادة د. إيمان شادي، السكرتير التنفيذي لمركز التفكير الاستراتيجي للاقتصاد الإسلامي، استكشفت كيف أن الاتجاهات الديموغرافية، وخاصة زيادة عدد السكان الشباب في العالم الإسلامي، تمثل تحديًا وفرصة في الوقت نفسه للتمويل الإسلامي. شارك المشاركون في مناقشات مستقبلية حول كيفية تكييف الأنظمة الاقتصادية الإسلامية لتلبية احتياجات الأجيال الشابة وتوسيع نطاقها لتصل إلى أسواق جديدة وغير مخدومة.
في كلمته الختامية، عكس سعادة الأمين العام السيد يوسف خلاوي الدروس المستفادة خلال الحدث الذي استمر ثلاثة أيام، مؤكدًا على ضرورة إعادة توجيه رأس المال الاستثماري المتوافق مع الشريعة نحو التنمية الاقتصادية في البلدان ذات الأغلبية المسلمة. وقال: “الغالبية العظمى من رأس المال المتوافق مع الشريعة اليوم مستثمر في الاقتصادات المتقدمة — الولايات المتحدة وأوروبا — بسبب عوامل مثل الجاهزية وتحمل المخاطر. إذا استمر هذا الاتجاه، فإن التنمية الحقيقية في بلداننا ستظل بعيدة المنال.” وأضاف: “يجب أن نبني خريطة طريق واضحة لجذب والحفاظ على الاستثمار المتوافق مع الشريعة داخل العالم الإسلامي.”
وتطلعًا إلى المستقبل، أعلن عن موضوع قمة العام المقبل: “رأس المال الإسلامي: الطريق نحو التنمية والتأثير”، والتي ستُعقد في إسطنبول. كما كشف عن خطط لإقامة فعاليات رفيعة المستوى، بما في ذلك قمة البركة الرابعة في لندن، ومؤتمر منتدى البركة الإقليمي الخامس في القاهرة وندوات تركز على التمويل والقانون، بالإضافة إلى حفل استقبال في دبي وعرض لمؤشر التمويل الإسلامي الذي سيُعقد في إسطنبول.
في الختام، قدم سعادة الأمين العام شكره العميق لجميع الشركاء والمساهمين والحضور الذين ساعدوا في جعل القمة ناجحة، ودعا جميع الأطراف المعنية للعودة إلى إسطنبول في العام المقبل حيث يواصل تشكيل مستقبل التمويل الأخلاقي على المستوى العالمي.
وحظيت القمة بدعم من مؤسسات مالية وتجارية مرموقة، منها: تركيا كاتليم سيجورتا ، شركة سيباي، بنك إملاك التشاركي، تاكاس بنك، مجموعة يلدز القابضة، بنك الزراعات التشاركي، شركة كولندي، ومكتب آيهان للمحاماة. بالإضافة إلى الخطوط الجوية التركية الناقل الرسمي، إلى جانب قناة اقرأ الشريك الإعلامي الرسمي.

Comments are disabled.