كوالالمبور – 28 أبريل 2025
نظّم منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي حفل استقبال خاص في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحضور أكثر من 30 شخصية من كبار المسؤولين في قطاع البنوك والتمويل الإسلامي في ماليزيا، شمل الحدث رؤساء تنفيذيين، رؤساء مجالس إدارات، ورؤساء هيئات شرعية، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين.
في كلمته الافتتاحية، أكد سعادة الأمين العام، سعادة أ. يوسف حسن خلاوي، أن هذه الفعالية تُعد جزءًا من سلسلة معارض واستقبالات يعتزم المنتدى تنظيمها في المدن الكبرى التي تُعد مراكز للتمويل الإسلامي حول العالم. واعتبر هذه الفعالية نموذجًا أوليًا سيتم من خلاله اختبار مدى القرب والتفاعل مع مؤسسات الاقتصاد الإسلامي، وتعزيز فرص التواصل مع المتخصصين.
كما أشار لتلك المراكز وعناصر تميزها؛ فبعضها يُعد مركزًا للبحث العلمي، والبعض الآخر مركزًا تجاريًا. وأشاد بمكانة كوالالمبور التي تجمع بين التميز الأكاديمي والتجاري، مما يجعلها موقعًا مثاليًا لهذا النوع من الفعاليات السنوية.
ونوه الأمين العام إلى أن الحاجة لا تقتصر على تطوير التمويل الإسلامي التقليدي، بل تمتد لتشمل التكنولوجيا، والتمويل الاجتماعي، مثل الزكاة والوقف. ولهذا السبب، أعلن عن ندوة البركة القادمة فبراير المقبل، ستركز تحديدًا على الاقتصاد الاجتماعي.
أشار خلاوي إلى أن أحد أبرز الأهداف هو إيجاد مساحات للتواصل المهني، ولهذا يسعى المنتدى إلى جعل كوالالمبور مركزًا دائمًا للاستقبال والحوار بين الأطراف الفاعلة في الصناعة. وقال: “نريد أن يأتي إلينا التنفيذيون من مختلف أنحاء العالم، ليجدوا في استقبال كوالالمبور منصة تجمع الجميع في مكان واحد، بدلًا من أن يُطلب من كل طرف تنظيم فعالية منفصلة”.
كما أوضح خلاوي أن منتدى البركة هو مؤسسة فكرية، مستقلة، وغير ربحية، لا تمثل أي كيان أو توجه سياسي أو تجاري. هدفها الأسمى هو تعزيز مكانة الاقتصاد الإسلامي عالميًا، وليس فقط دعم قطاع معين مثل البنوك أو التمويل.
وأشار إلى أن عدد المؤسسات العالمية في هذا القطاع لا يتجاوز الخمسة، وعدد المنظمات غير الربحية أقل من ذلك بكثير، مما يُبرز أهمية المنتدى ودوره كمؤسسة عالمية.
استعرض خلاوي المسار التاريخي للمنتدى، مبينًا أنه تطور من ندوة البركة التي انطلقت عام 1981، والتي تُعد أقدم فعالية متواصلة في الاقتصاد الإسلامي، حيث ستُعقد نسختها السادسة والأربعين العام المقبل.
كما أشار إلى سلسلة القمم التي ينظمها المنتدى سنويًا في كل من المدينة المنورة، إسطنبول، ولندن، وأوضح أن قمة لندن في نوفمبر القادم، تركز على الاقتصاد الإسلامي في الدول غير الإسلامية، كما أوضح أن المنتدى ينظم فعاليتين إقليميتين سنويًا في كل من كراتشي ومصر، لكونهما من أكثر الأسواق الواعدة، خاصة في مجالات الشمول المالي، الزكاة، والوقف.
بيّن خلاوي أن المنتدى لا يقتصر على المؤتمرات الأكاديمية، بل يستثمر في بناء التجارب، وتطوير المعرفة، وتوسيع حضور الاقتصاد الإسلامي عالميًا. وأشار إلى أن المنتدى أنجز تقريرًا عالميًا ضخمًا حول أداء البنوك الإسلامية، يمتد لأكثر من 450 صفحة، وسيتم نشره في الربع الثالث من العام الحالي بمناسبة مرور 50 عامًا على انطلاق تجربة البنوك الإسلامية.
تطرق سعادته إلى أبرز المشاريع الاستراتيجية التي يعمل عليها المنتدى، منها جائزة الاقتصاد الإسلامي الموجهة للباحثين تحت سن 45 عامًا، والتي تمنح أربع جوائز سنويًا بقيمة 250 ألف ريال سعودي لكل فائز. كما أعلن عن قاعدة بيانات الاقتصاد الإسلامي، التي يجري اختبارها حاليًا، على أن يتم إطلاقها رسميًا في العام القادم.
اختتم خلاوي كلمته بشكر الحضور الكريم، مؤكدًا أن المنتدى يخطط لتوسيع حضوره العالمي، وأنه سيستمر في تنظيم فعاليات نوعية في ماليزيا وغيرها من العواصم. ودعا المشاركين إلى حضور القمة القادمة في إسطنبول في 30 مايو، وقمة لندن في نوفمبر.
واختتم بالقول: “بإذن الله، نطمح أن نرى في كوالالمبور منصة سنوية حقيقية تجمع صناع القرار في الاقتصاد الإسلامي من جميع أنحاء العالم”.

Comments are disabled.