في رحاب مؤتمر البركة الإقليمي الثالث الذى أقيم بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة – ملامح بارزة .. وأضواء هامة
بقلم الأستاذ الدكتور/ فياض عبد المنعم حسانين
في إطار استراتيجية منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي التي تحددت في بناء الشركات والتحالفات مع الجهات ذات العلاقة لنشر فكر الاقتصاد الإسلامي، وتطبيقه، وتعزيز التعاون، والشراكات الإقليمية، وفي إطار خطة المنتدى التي تتضمن عقد سلسلة من المؤتمرات والندوات، تشمل على قمم عالمية، وسلسلة مؤتمرات البركة الإقليمية – عُقِدَ مؤتمر البركة الإقليمي الثالث بالقاهرة يوم 25 نوفمبر الماضي لسنة 2024م، وذلك بالتعاون مع جامعة الدول العربية في الأسبوع العربي للتنمية المستدامة وبمشاركات إقليمية دولية متنوعة بحضور أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، والمستشار عدنان فنجري، وزير العدل، وإيلينا بانوفا، المنسق المقيم لمنظمة الأمم المتحدة في مصر، وستيفان جيمبرت، المدير الإقليمي لمصر واليمن وجيبوتي بالبنك الدولي، وسعادة الشيخ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، وعدد من السادة الوزراء والسفراء، وممثلو المجالس النيابية، وممثلو المنظمات والهيئات المحلية والإقليمية والدولية.
وقد حفل المؤتمر بعلامات بارزة على الجهود التي يبذلها المنتدى لتمكين للاقتصاد الإسلامي في المحافل الإقليمية والدولية منها:
أولا: أبرزت كلمة الأمين العام للمنتدى رؤية المنتدى للاقتصاد الإسلامي أنه نظام شامل متكامل، لا يقتصر فقط على المصرفية الإسلامية، وإنما يشمل القطاعات الأخرى التي لا تقل عن النشاط المصرفي الإسلامي أهمية، ومنها: الوقف الإسلامي، والزكاة، والصدقات وغيرها من أدوات القطاع غير الربحي.
كما تناولت كلمته طرح نماذج واقعية لتنمية الاقتصاد الإسلامي والانطلاق به إلى آفاق واسعة، وبناء تراكمات كمية ونوعية في إنجازات أنشطة قطاعات الاقتصاد الإسلامي.
ثانيا: يلاحظ أنه لأول مرة في رحاب جامعة الدول العربية يحظى مفهوم “الاقتصاد الإسلامي” بهذا الاهتمام، وقد برز بصفة خاصة دوره في تحقيق التنمية المستدامة، وبرز دور آلياته الفاعلة في تحقيق هدف القضاء على الفقر، وقد تناولت الكلمات والجلسات محاور متنوعة يتميز بها الاقتصاد الإسلامي، في رؤيته الأصلية لتحقيق القضاء على الفقر من خلال الوعى بمبادئ الاقتصاد الإسلامي، في اعتبار هدف القضاء على الفقر هدفًا إستراتيجيًّا للاقتصاد الإسلامي، بالإضافة إلى ما يتوفر في الاقتصاد الإسلامي من آليات تطبيقية مبتكرة، في صياغة سياسة وبرامج ناجحة في القضاء على الفقر في عالمنا الإسلامي.
ثالثا: أكدت المشاركات وجلسات الحوار في أعمال المؤتمر أن من أهم سمات الاقتصاد الإسلامي أنه ذو صيغة أخلاقية في أسسه وقواعده، وأن هذه الصيغة الأخلاقية راسخة وثابتة ودائمة؛ لكونها من أهم مبادئ الشريعة الإسلامية؛ ولهذا لا يتغير الطابع الأخلاقي لممارسات الاقتصاد الإسلامي وفق الأهواء والمصالح الذاتية الضيقة والآنية.
رابعا: برزت في مناقشات وأوراق عمل المؤتمر ما تتميز به آليات الاقتصاد الإسلامي من صلاحيتها لتقديم ابتكارات تمويلية واستثمارية، تجمع بين أصالة الاقتصاد الإسلامي وحداثة وعصرية تلك المنتجات.
إن كل ما سبق يؤكد على أن مؤتمر البركة الإقليمي الثالث في القاهرة، يمثِّل مناسبة فارقة وفاعلية متميزة في مسيرة الاقتصاد الإسلامي؛ لأنه طرح مفهومًا صحيحًا للاقتصاد الإسلامي، نقيًّا من الشوائب التي لحقت به في السنوات الماضية بصفته نظامًا اقتصاديًّا وشاملًا وفاعلًا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.