انطلقت ثاني محطات البرنامج الإعلامي الحواري الافتراضي “الاقتصاد الإسلامي حول العالم”، في دولة تونس بتاريخ 18 نوفمبر 2023 وذلك بحضور نخبة من أبرز الخبراء والمتخصصين في الاقتصاد والمالية الإسلامية في تونس، تم خلالها مناقشة مجموعة من المحاور الرئيسية منها الإطار العام للاقتصاد الإسلامي الربحي وغير الربحي وإسقاطها على الدولة، والإطار القانوني والحوكمة الشرعية لمؤسسات المالية الإسلامية، كما استعرضت دور الصكوك الإسلامية في تعزيز ودعم الاقتصاد التونسي.
افتتح الحلقة السيد ماجد الغرسلي – مدير الرقابة الشرعية بمصرف الزيتونة كمحاور للحلقة، مُقدمًا لمحة عامة للبرنامج ومنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي و شركاءه في البرنامج ومُعرفًا بالسادة الضيوف، إلى جانب استعراض مكونات الاقتصاد الإسلامي وآليات عمله في الدولة، مُحاورًا السيد نبيل المداني، المدير العام لمصرف الزيتونة والذي سلط الضوء على إسهامات المصرف المُتعددة في المالية الإسلامية مع عرض أبرز أرقامه ومنتجاته ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع الإشارة إلى مدى كفاية وملائمة المتطلبات القانونية لكل قطاع من قطاعات المالية الإسلامية المختلفة من حيث المميزات، النقص والتطلعات، والتأكيد على التعاون الثلاثي بين البنوك الإسلامية في تونس لنجاح الصيرفة والمالية الإسلامية في تونس.
كما تحدث د. رضا سعد الله – الباحث والخبير في الاقتصاد والتمويل الإسلامي ورئيس سابق للجمعية التونسية للاقتصاد الإسلامي، عن الجانب الربحي في قطاعات المالية الإسلامية في تونس من بنوك إسلامية، التأمين التكافلي، صناديق الاستثمار الإسلامية، التمويل متناهي الصغر الإسلامي مُوضحًا الحجم والأرقام والمكونات، ودور التدقيق الشرعي على مؤسسات المالية الإسلامية، مع ذكر الدور الواعد للصكوك الإسلامية في تمويل المشاريع الاستثمارية الكبري، ومُشيرًا إلى الدور الكبير الذي لعبه الشيخ صالح عبدالله كامل ومبادرته للنهوض بالاقتصاد والمالية الإسلامية في الدولة، قائلًا “كانت بدايات الصيرفة الإسلامية في 1983م من خلال إنشاء بيت التمويل السعودي التونسي كبنك إسلامي غير مُقيم بمعني أنه كان يقدم تمويلاته لغير المقيمين ويمكن له في حدود مُعينة أن يجمع الودائع من المقيمين أيضًا، هذا البنك أنشأ في وقت مبكر، ولابد عندما نذكر هذه النشأة وبدايات الصيرفة الإسلامية أن نرجع الفضل لأصحاب الفضل في هذا المجال، فلابد أن نذكر دور رائد المالية الإسلامية المغفور له – الشيخ صالح عبدالله كامل والذي قام بالمبادرة بالإتفاق مع الرئيس التونسي حبيب بورقيبة – رحمه الله على إنشاء هذا البنك الإسلامي الأول في تونس وشمال أفريقيا كجزء من مشروع استثماري كبير يضم إلى جانب البنك، تمويل بنية أساسية ضخمة غيرت وجه العاصمة التونسية”.
أما عن السيد محمد أشرف بودية الرئيس السابق للجمعية التونسية لعلوم الزكاة، فناقش جزءًا من الجانب غير الربحي للاقتصاد الإسلامي والمُتمثل في الزكاة حيث أشار إلى دور الجمعية التونسية لعلوم الزكاة كأحد مؤسسات المجتمع المدني غير الربحية والمٌتخصصة في نشر ثفافة الزكاة والعمل على الوعي بها في تونس. موضحًا أن آخر دراسة عميقة قامت بها الجمعية سنة 2018، كان رقم مقدار الزكاة في حدود 5 مليار دينار، الرقم هذا يمثل تقريبًا ٥٪ من ناتج الوطني الخام، كما أشار إلى الإقبال الكبير المُلاحظ من قبل الأفراد والشركات التونسية على إخراج الزكاة أثناء العمل على إحدى الدراسات الميدانية، إلى جانب ذكر أهم التحديات اللي تواجه الزكاة في تونس وهو عدم وجود مؤسسة تُوظف أموال الزكاة في مختلف قطاعات التنمية بدلاً من توجيهها من خلال الأفراد حاليًا في إتجاه محاربة الفقر المباشر فقط.
وتناول السيد الهادي الزابي – مدير قطب الشؤون القانونية والعمليات بمصرف الزيتونة، الإطار القانوني والتشريعي المُنظم لكل قطاعات المالية الإسلامية في الدولة، مع ذكر دور منشورات البنك المركزي في تحسين آليات عمل البنوك والمؤسسات الإسلامية ومنها اصدار البنك المركزي منشور خاص يفسر فيه عمليات الصيرفة الإسلامية سنة 2019 مع التأكيد على أهمية توفير الأطر القانونية لإصدار الصكوك الإسلامية، بجانب توضيح أهمية إيجاد التوازن ما بين المتطلبات الشرعية والمتطلبات القانونية في المؤسسات المالية.
وأضاف معالي الدكتور منير التليلي – رئيس الهيئة الشرعية لمصرف الزيتونة ووزير الشؤون الدينية سابقًا، المتطلبات الشرعية الواجب توفرها لإصدار الصكوك الإسلامية، كما ذكر مكونات إطار الحوكمة الشرعية في كل قطاعات المالية الإسلامية في تونس في ظل الإطار القانوني والممارسة المُطبقة من قبل المؤسسات، ودور الهيئات الشرعية، مع الإشارة إلى أهمية القوانين ومنشورات البنك المركزي مثل القانون رقم 48 لسنة 2016 والذي نتج عنه هيئة مراقبة مطابقة معايير الصيرفة الإسلامية في الدولة، وإصدار منشور البنك المركزي رقم 5 لسنة 2021 والمتعلق بالحوكمة والبنوك في المؤسسات الإسلامية.
واخُتتمت الحلقة بتمنيات جميع الضيوف بفتح المجال للمالية الإسلامية لتقديم إسهاماتها لتنمية تونس مع تذليل كل الصعاب والمعوقات القانونية والشرعية وغيرها وتوجيه الشكر لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي لدوره في عقد هذه الحلقة.
الحلقة الثانية بُثت مباشرة بالتعاون مع الغرفة الإسلامية للصناعة والتجارة والزراعة وبرعاية مصرف الزيتونة كشريك استراتيجي للحلقة من استديو إحدى القنوات التليفزيونية التونسية على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي على زووم ويوتيوب وفيسبوك ولينكد إن وتويتر مع الترجمة إلى اللغة الإنجليزية.