نظم منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، بالتعاون مع الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، حفل استقبال منتدى البركة – باكستان، وذلك في 27 يناير 2025، بمقر الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، تحت شعار: “توحيد القوى: بناء الشراكات لتعزيز التمويل والاقتصاد الإسلامي“. يُعد هذا الحدث منصة رائدة للتواصل الفعّال، حيث وفر للمشاركين فرصة متميزة لتبادل الأفكار وتعزيز سبل التعاون. كما أكد على التزام المنتدى بنشر مفاهيم الاقتصاد الإسلامي من خلال بناء شراكات مؤثرة، وتعزيز المبادرات الفعّالة التي تسهم في تطوير التمويل الإسلامي ودعم التنمية الاقتصادية المستدامة.
افتتح السيد معاذ شاه، ممثل الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، الحفل مرحّبًا بالحضور، ومؤكدًا على أهمية هذا الحدث كمنصة لتوحيد الجهود وتعزيز التمويل والاقتصاد الإسلامي على المستوى العالمي. وأشاد برؤية الراحل الشيخ صالح كامل الرائدة، مسلطًا الضوء على الدور المحوري للاقتصاد الإسلامي في مواجهة التحديات العالمية. كما أشار إلى النمو الملحوظ لسوق الصكوك، حيث بلغ حجم إصداراتها العالمية نحو 200 مليار دولار في عام 2023، مع توقعات بتجاوز قيمتها الإجمالية 3.5 تريليون دولار بحلول عام 2030، مما يجعلها أداة حيوية لكل من القطاعات السيادية والخاصة.
تضمن حفل الاستقبال عرضًا مرئيًا (فيديو) يُسلط الضوء على المبادرات الرائدة للمنتدى، حيث يستعرض أبرز إنجازاته في تعزيز الاقتصاد الإسلامي، وتوسيع نطاق الشراكات العالمية، ودعم الباحثين الشباب من خلال المنح، إضافةً إلى تحفيز الابتكار في هذا المجال. كما يُبرز العرض رسالة المنتدى الهادفة إلى بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة للجميع، من خلال التفكير الاستراتيجي وتبادل المعرفة.
في كلمته، شدد سعادة الأستاذ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي والغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية، على أهمية المبادرات الرائدة، مثل حفلات استقبال البركة، في تعزيز التعاون والتواصل داخل قطاع التمويل الإسلامي. وأكد أن استضافة فعاليات استراتيجية كهذه تسهم في بناء جسور بين القادة العالميين في المصرفية الإسلامية، مما يتيح لهم مناقشة الفرص، وتبادل الرؤى، وإقامة شراكات جديدة.
وأشار سعادته إلى أن المنتدى، الذي يمتد تاريخه لنحو خمسة عقود، ظل ملتزمًا دائمًا بتعزيز مسيرة التمويل الإسلامي، وأن إطلاق حفلات استقبال البركة يمثل إضافة نوعية لجهود المنتدى في دعم نمو هذه الصناعة وتطويرها.
كما سلط الضوء على الإمكانات الواعدة التي تتمتع بها دول مثل باكستان، حيث يشهد التمويل الإسلامي نموًا متسارعًا رغم كونه لا يزال في طور التطور. وأكد أن تحقيق مزيد من التقدم يستلزم تعزيز التعاون وبناء شبكات أقوى داخل القطاع، مشددًا على أن بناء الشراكات وجذب الاستثمارات يمثلان عاملين أساسيين لاستثمار الإمكانات الهائلة للتمويل الإسلامي في هذه المناطق.
وفي ختام كلمته، أكد سعادته أن مبادرات مثل حفلات استقبال البركة توفر منصات تجارية فعالة تبرز القدرات الحقيقية للقطاع، مما يسهم في تحقيق نمو مستدام ويعزز استمرار التوسع على المستوى العالمي.
وأكد سماحة القاضي السيد منصور علي شاه، كبير قضاة المحكمة العليا في باكستان، على أهمية دمج آليات تسوية المنازعات في قطاع التمويل الإسلامي، مشيرًا إلى أن التأخير في الفصل في النزاعات يشكل عقبة أمام نمو هذا القطاع. كما سلط الضوء على جهود الحكومة في اعتماد أساليب بديلة لحل المنازعات، مثل مراكز الوساطة والتحكيم، لمعالجة بطء إجراءات التقاضي وتعزيز كفاءة النظام المالي.
وشدد سماحته على أن مبادئ التمويل الإسلامي تتماشى مع قيم العدالة، إذ تقوم على أسس الإنصاف والمساءلة وتعزيز الرفاه الاجتماعي. وأكد أن التعاليم الإسلامية، بما في ذلك تحريم الربا، وتقاسم المخاطر، والآليات الخيرية مثل الزكاة، يجب أن تكون ركيزة أساسية في العملية القضائية عند التعامل مع النزاعات المالية، لضمان تحقيق العدالة وإرساء نظام مالي أكثر استدامة وإنصافًا.
وأكَّد سعادة الأستاذ عاكف سعيد، رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصة الباكستانية، على أهمية تبني ممارسات تنظيمية شاملة، مشددًا على ضرورة تعزيز الشفافية وتبسيط عقود التمويل الإسلامي. كما أبرز التزام الهيئة بالتشاور المستمر وتطوير الأطر التنظيمية بما يتماشى مع متطلبات السوق، مع التركيز على رفع الوعي حول المنتجات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، مثل الصكوك والتكافل.
وأشار سعادته إلى تزايد الطلب على التمويل الإسلامي في السوق، مدعومًا بالدعم الحكومي، لاسيما من خلال إصدار الصكوك السيادية. كما أكَّد على أن التمويل الإسلامي يتماشى مع مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة (ESG)، موضحًا دور الهيئة في تعزيز بيئة تنظيمية داعمة للنمو، مع الحرص على الاستماع إلى احتياجات السوق والاستجابة لها بفعالية.
وفي كلمته، أكد سعادة الأستاذ يوسف حسين، نائب رئيس اتحاد المصارف الباكستاني، أن التمويل الإسلامي يجسد المبادئ الأخلاقية المنصوص عليها في القرآن الكريم، حيث يرتكز على العدالة والمساواة وتجنب المضاربة. وأوضح أن التمويل الإسلامي، القائم على الأصول الحقيقية والتمويل التشاركي، يسهم في دعم الاقتصاد الحقيقي، وقد حظي بقبول عالمي متزايد.
وشدد سعادته على أهمية إشراك الموظفين وتعزيز تبادل المعرفة لضمان نجاح عملية التحول نحو النظام المالي الإسلامي. ورغم هيمنة النظام المصرفي التقليدي، فإن التمويل الإسلامي يشهد نمواً ملحوظاً، مدفوعاً بتزايد الوعي العام بفوائده. كما دعا إلى تطوير برامج التعليم والتدريب في مجال الخدمات المصرفية الإسلامية، مشيراً إلى نقص الكفاءات المتخصصة، والحاجة الملحة إلى منصات تعاونية ومعايير عالمية لتعزيز نمو الصناعة.
وفي الختام، أكد أن أهداف التنمية المستدامة تتماشى مع القيم الأخلاقية للتمويل الإسلامي، حيث تسهم في الحد من الفقر، وتحسين الصحة والتعليم، وتعزيز النمو الاقتصادي.
وفي ختام حفل استقبال منتدى البركة – باكستان، جسّد أهمية التعاون وتبادل المعرفة في دفع مسيرة التمويل الإسلامي قُدمًا. وبمشاركة نخبة من القادة البارزين، سلّط الحدث الضوء على تطور الصكوك وآفاقها الواعدة، ودور التمويل الإسلامي في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى العالمي، إلى جانب التأكيد على ضرورة بناء شراكات أقوى وتعزيز الوعي بأدوات التمويل الإسلامي. يُعد هذا الحدث محطة أساسية في مسار ترسيخ نظام مالي أكثر استدامة وأخلاقية لمستقبل أكثر ازدهارًا.

Comments are disabled.