انعقد حفل افتتاح قمة البركة الأولى بإسطنبول بتشريف وحضور فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، تحت عنوان “الآفاق العالمية للاقتصاد الإسلامي: المقومات والاحتياجات” يومي (الجمعة – السبت) 24 – 25 مايو 2024 بإسطنبول، في مركز لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض، إسطنبول – تركيا.
تُعد القمة حلقة من سلسلة فعاليات دولية سنوية تركز على تعزيز قطاع الصيرفة الإسلامية في تركيا. ويُنظم الفعالية منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي بالشراكة مع مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، ومركز إسطنبول المالي (IFC)، وصندوق الثروة التركي (TWF)، وجامعة ابن خلدون، ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب(ICYF) بالإضافة إلى بنك البركة التركي للمشاركة كشريك عالمي.
افتتح الأستاذ أليكان أيانلار، مُقدم ومراسل قناة تي أر تي العالمية، فعاليات القمة، حيث أشار أ. أليكان، مُقدم الحدث إلى ضرورة فهم وتطبيق المبادئ الأخلاقية للاقتصاد الإسلامي، وأهمية فهم الاقتصاد الإسلامي، ليس فقط على أساس أنه نموذج اقتصادي، ولكن إدراك أيضا أبعاده الاجتماعية والأخلاقية.
خلال الجلسة الافتتاحية للقمة، ألقى سعادة الأستاذ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الكلمة الترحيبية، مُستهلًا كلمته بالحديث عن الدور الذي يلعبه منتدى البركة، كمؤسسة فكرية عالمية رائدة مُستقلة وغير هادفة للربح تؤمن إيمانًا حقيقيًا بالشراكات وبناء التحالفات.
خلال الجلسة الافتتاحية، قدم معالي أ.د. عطا الله أركان، رئيس جامعة ابن خلدون، الكلمة الرئيسية، مُسلطًا الضوء على أهمية تأثير الاقتصاد الإسلامي عالميًا، ومُشيرًا إلى أن القمة تمثل منصة هامة لفهم وتعزيز وتطبيق مبادئ الاقتصاد الإسلامي على نطاق عالمي.
بدأ حفل افتتاح قمة البركة الأولى في إسطنبول – تركيا بقراءة بعض آيات القرآن الكريم من سورة الشورى تلاها الشيخ اسحاق دانيش، إمام مسجد كامليكا.
افتتح سعادة الأستاذ عبدالله صالح كامل، رئيس مجلس أمناء منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي كلمته في حفل افتتاح قمة البركة الأولى بإسطنبول بالترحيب بفخامة رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان راعي القمة، وأصحاب المعالي والسعادة والحضور الكرام. وأشار سعادة الأستاذ عبدالله خلال كلمته إلى انطلاق قطار المصرفية التشاركية الأول في تركيا علي يد الشيخ صالح كامل رحمة الله عليه مع مجموعة من الشركاء ورفقاء الدرب قبل 40 عامًا، والذي بدأ ببنك البركة تركيا التشاركي مما مهد الطريق للبنوك التشاركية لصناعة مصرفية أخلاقية ملتزمة بمبادئ حقيقية والتي جعلت من تركيا أحد أهم المراكز للاقتصاد الإسلامي في العالم.
أضاف سعادة الأستاذ عبدالله صالح كامل، رئيس مجلس الأمناء لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي “إن هذه القمة السنوية ستسهم بإذن الله في تعزيز مكانة تركيا كرائدة من أهم رواد صناعة الاقتصاد الإسلامي”. مُؤكدًا أن اختيار تركيا لاحتضان هذه القمة لم يكن عشوائيًا، بل جاء نتيجة دراسة واعدة لأسواق العالم المختلفة بعد خبرة 40 عامًا من الريادة في الاقتصاد الاسلامي، والتي انطلقت من المدينة المنورة في العاصمة التاريخية للاقتصاد الإسلامي سنة 1981م حيث انطلقت ندوات البركة للاقتصاد الإسلامي، وفي عام 2020 صدر قرار من الشيخ صالح كامل رحمه الله بتحويل الندوة إلى هذه المؤسسة العالمية العريقة. واختتم كلمته بتوجيه الشكر لكافة الشركاء والرعاة والقائمين على القمة للجهود المبذولة لنجاحها.
في كلمته أثناء حفل الافتتاح،رحب معالي د. فاتح كاراهان – محافظ البنك المركزي لجمهورية تركيا، بالحضور الكرام، مُتوجهًا بالشكر والتقدير لجميع المشاكرين في تنظيم القمة، ومتناولًا خلال كلمته الوضع الاقتصادي الحالي في تركيا لا سيما القضية الأهم وهي التضخم، مُوضحًا الآثار الإيجابية لعملية تحجيم وخفض التضخم على الاقتصاد التركي ودور البنك المركزي في القضاء على التضخم وضمان استقرار الأسعار. مُشيرًا إلى أن أهمية الاقتصاد التشاركي ستستمر في الزيادة على المستوى المحلي والدولي. ووفقاً لتقرير الاستقرار الصادر عن مجلس الخدمات المالية الإسلامية الذي تشارك تركيا كعضوا به فمن المتوقع أن تصل أصول الاقتصاد التشاركي العالمية إلى 3.69 تريليون دولار أمريكي بحلول نهاية عام 2024.
أظهر الفيلم الوثائقي ،الذي أنتجته إدارة الإعلام والاتصال بمنتدى البركة، التقدم الذي أحرزه المنتدى كمؤسسة فكرية عالمية مستقلة غير هادفة للربح، كما سلط الضوء على إسهامات المنتدى في تطوير الصيرفة الإسلامية في جميع أنحاء العالم، مع تتبع أصول التمويل التشاركي في تركيا واستكشاف تأثيره المحتمل على الساحة العالمية.
افتتح فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان كلمته في حفل افتتاح قمة البركة الأولى في إسطنبول مُرحبًا بالضيوف الكرام من ممثلي عالم المال والاقتصاد من كافة أنحاء العالم ، ومُعبرًا عن فخره الكبير أن تضم مدينة إسطنبول العريقة قمة البركة، بجانب تقديم شكره إلى منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي وشركائه في القمة من المكتب الرئاسي للاستثمار وصندوق الثروة التركي ومركز إسطنبول المالي وجامعة ابن خلدون ومنتدى شباب منظمة التعاون الإسلامي.
كما وجه فخامته الشكر إلى العلماء المختصين في مجال المال والاقتصاد من داخل وخارج تركيا الذين أسهموا في هذه القمة، مُتمنيًا أن تكون هذه القمة سببًا في الخير والرخاء في الاقتصاد المحلى والإقليمي والعالمي والإنساني. وأشار فخامته أثناء كلمته من خلال هذه القمة إلى المرحوم الشيخ صالح كامل بكل التقدير، مؤكدًا أنه لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح و صاحب رؤية، ولكنه أيضًا إنسان سخر كل ما لديه لأعمال الخير ومساعدة المحتاجين ودعم المتعثرين، وقد قدم إسهامات حقيقية في مجال دعم وتطوير أدوات الاقتصاد الإسلامي عالميًا.
وكما كان لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي دورًا كبيرًا في طرح الاقتصاد الإسلامي كخيار اقتصادي، أضاف فخامته أن تركيا تستضيف قمة البركة لأول مرة، آملًا أن تُحقق هذه القمة التوقعات المنتظرة في قطاع المال والاقتصاد لتطوير الاقتصاد الإسلامي، وأن تكون حجر الأساس لكل ما يتعلق بالاقتصاد الإسلامي عالميًا.
أكد فخامة الرئيس على أن تركيا كما لعبت دورًا مهمًا حضاريًا بين الشرق والغرب فهي أيضا تلعب الدور نفسه اقتصاديًا، فقد افتتح العام الماضي المركز المالي في إسطنبول والذي يهدف إلى دعم ونشر الرؤية الاقتصادية لتركيا لا سيما في مجال الاقتصاد الإسلامي، موضحًا أن الزكاة والصدقة والصدق والعدل هي من أسس الاسلام، وهي ذاتها الأسس التى يقوم عليها الاقتصاد الإسلامي، فالاقتصاد الإسلامي الذي يهدف إلى النماء والتنمية المستدامة يهدف أيضًا إلى الأخلاق والرخاء الاجتماعي ويُعد الاقتصاد التشاركي هو الحجر المُتمم لهذا الاقتصاد.
اختتم فخامة الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان حديثه بأن الاقتصاد التشاركي يُعد خيارًا اقتصاديًا مناسبًا ومحط تقدير واهتمام في دولة مثل تركيا يبلغ نسبة المسلمين فيها ٩٩٪، مشددًا على الدور المحوري الذي يمكن أن يقدمه للنهوض بالدولة و تعزيز الاقتصاد التركي لذلك يجب الاستفادة منه ومن الإمكانات التى يمكن أن يقدمها. مُسلطًا الضوء على أنه سيكون هناك خطوات جدية في سن قوانين تخص الاقتصاد التشاركي وأنه يطمح أن تكون إسطنبول هي مركز وقبلة الاقتصاد التشاركي في العالم أجمع.
شهد فخامة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، وسعادة الأستاذ عبدالله صالح كامل، رئيس مجلس الأمناء لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، توقيع مذكرات تفاهم بين سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، ممثلًا عن المنتدى، وممثلين عن شركاء قمة البركة الاستراتيجيين، وتضمن المُوقعون كل من سعادة أ. سليم أردا إرموت، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة صندوق الثروة التركية، السيد أحمد بوراك داغلي أوغلو، رئيس مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، السيد أحمد إحسان إردم، الرئيس التنفيذي لمركز إسطنبول المالي، معالي أ.د. عطا الله أركان، رئيس جامعة ابن خلدون، سعادة أ. طه أيهان، رئيس منتدى التعاون الإسلامي للشباب.
إثر ذلك، أهدى الشيخ عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس أمناء منتدى البركة، فخامة الرئيس أردوغان نسخة مصغرة من باب الكعبة كرمز لهذا اليوم. وتم التقاط صورة جماعية لعائلة الراحل الشيخ صالح كامل مع كافة المشاركين، قبل أن يستمر برنامج اليوم الأول من القمة بجلساته المتنوعة.
انطلقت فعاليات اليوم الأول لقمة البركة الأولى في 24 مايو 2024 بقاعة الأناضول، مركز لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض، إسطنبول – تركيا.
افتتحت الجلسة النقاشية الأولى، تحت عنوان “الاقتصاد الإسلامي عبر الزمن: التطورات التاريخية والواقع المعاصر للاقتصاد الإسلامي”. لإنشاء مناقشة مثمرة ومفيدة، أدار د. حاتم الطاهر ، مدير قطاع الخدمات المالية الإسلامية، مؤسسة ديلويت، الجلسة النقاشية الأولى.
في ضوء اكتشاف تاريخ وتجارب الاقتصاد الإسلامي على مدى الألفية الماضية، وكيف شكلت المبادئ الإسلامية الممارسات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، ناقش أ.د. أحمد فاروق أيسان، أستاذ التمويل والاقتصاد الإسلامي، كلية الدراسات الإسلامية ومنسق برامج الدكتوراه والماجستير في التمويل والاقتصاد الإسلامي، جامعة حمد بن خليفة موضوع “تجربة ألف عام من الاقتصاد الإسلامي: استكشاف التجارب التاريخية الشاملة”.
بالحديث عن تاريخ التمويل، ناقش د. جيم كوركوت، أستاذ مشارك في قسم الاقتصاد، جامعة أنقرة يلدريم بيازيت، الموضوع الثاني تحت عنوان “الحلقة المفقودة: استكشاف تأثير المصارف الإسلامية العثمانية الملكية والدروس المستفادة من التمويل الحديث”.
من خلال الممارسات المستدامة والاستثمارات الاستراتيجية، تعمل منظمات الأوقاف والزكاة غير الحكومية على تعزيز الاستقرار الاقتصادي والنمو على المدى الطويل داخل المجتمعات وإعطاء الأولوية لأفراد المجتمع الأكثر احتياجًا، فإنهم يضمنون عدم تخلف أحد عن تحقيق الرخاء الاقتصادي. إن تأثير هذه المنظمات يتجاوز الدعم المالي، حيث يعزز الشعور بالتضامن وهو أمر ضروري لبناء مجتمع قوي وحيوي. في إطار ذلك ناقش أ.د. محمد بولوت، قسم الاقتصاد، الاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، الموضوع الثالث تحت عنوان “تمكين المجتمعات: استكشاف المؤسسات الوقفية والزكوية غير الحكومية باعتبارها الركائز الأولى للدعم الاجتماعي في النظم الاقتصادية.”
بينما يشهد التمويل الإسلامي توسعًا عالميًا، تناول د. يونس صوالحي، كبير باحثين الأكاديمية العالمية للبحوث الشرعية للتمويل الإسلامي (ISRA) ورئيس وحدة الخدمات المصرفية الإسلامية، الجامعة العالمية للتمويل الإسلامي (INCEIF)- ماليزيا، الموضوع الرابع تحت عنوان “التوسع والتطور العالمي للتمويل الإسلامي: الميزات الرئيسية والرؤى المكتسبة”.
من خلال توفير المنتجات المالية الأخلاقية والمتوافقة مع الشريعة الإسلامية، يمكّن التمويل الإسلامي الشركات الصغيرة من الازدهار والمساهمة في التنمية الاقتصادية. ومن خلال مبادئ مشاركة الأرباح والمخاطر، يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة الحصول على التمويل دون الاعتماد على القروض القائمة على الفائدة، مما يعزز نظامًا ماليًا أكثر شمولاً وإنصافًا، في إطار ذلك، قدّم أ. د. محمد كبير حسن، أستاذ المالية في جامعة نيو أورليانز – الولايات المتحدة الأمريكية، محاضرة عامة بعنوان “القوة التحويلية للمالية الإسلامي: تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من أجل النمو المستدام”.
افتتحت الجلسة النقاشية الثانية لقمة البركة الأولى في إسطنبول تحت عنوان “الاقتصاد الإسلامي عالميًّا: الاتجاهات المعاصرة ووجهات النظر الدولية”. بخبرته الكبيرة أدار د. محمود أيدوغموش، مدير إدارة العلاقات الدولية – بورصة إسطنبول، الجلسة النقاشية الثانية.
بالحديث عن “الحلول والأدوات الاستثمارية الإسلامية: أسواق رأس المال المتوافقة مع الشريعة والصكوك”، أشار أ.د. أحمد شعيب غوندوغدو، جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، قسم الاقتصاد والتمويل الإسلامي، إلى إن عدم التطابق بين تعبئة الموارد والإقراض يُعد سمة من سمات الأزمات المالية، إلى جانب تسليط الضوء على أن البنوك الإسلامية، تاريخياً تبنت نموذج أعمال مصرفية لجمع الودائع، مما يعرضها لنفس المخاطر التي تتعرض لها البنوك التقليدية.
تناول د. علي ساكتي، كبير الاقتصاديين في البنك المركزي الإندونيسي، موضوع “التوسع العالمي لمؤسسات التمويل الإسلامية غير الهادفة للربح: تحول الزكاة إلى صناديق زكاة”، والذي أكد من خلاله أن أموال الزكاة تُستخدم الآن لأكثر من مجرد الاحتياجات الأساسية.
أ.د. محمد معصوم بالله، أستاذ المالية والتأمين، معهد الاقتصاد الإسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، المملكة العربية السعودية، ناقش موضوع “مقاصد الشريعة: المحرك الرئيسي للتنمية المستدامة والمنافع العامة”، والذي سلط من خلاله الضوء على المبادئ الأساسية لمقاصد الشريعة بما في ذلك العدل، الثقة والصدق، والتعاون، الحقوق والالتزامات، كما قام بتوضيح مقاييس مبادئ مقاصد الشريعة.
يلعب صندوق الثروة التركي دورًا حيويًا في تشكيل قنوات الاستثمار الإسلامي من خلال الاستفادة من الطلب المتزايد على المنتجات والخدمات المالية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية. ومن خلال مبادراته وتعاونه الاستراتيجي، فإنه يُوفر فرصًا فريدة للمستثمرين الذين يبحثون عن خيارات استثمار أخلاقية ومستدامة في المنطقة، في إطار ذلك، تناول سعادة أ. سليم أردا إرموت، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة صندوق الثروة التركي، عرض عام بعنوان “دور صندوق الثروة التركي في تشكيل قنوات الاستثمار الإسلامي: الفرص والتحديات”.
انطلقت فعاليات اليوم الثاني لقمة البركة الأولى في 25 مايو 2024 بقاعة مرمرة، مركز لطفي قيردار الدولي للمؤتمرات والمعارض، إسطنبول – تركيا.
بدأ السيد يونس سونماز، مدير عام ديوان الأمانة العامة لمنتدى التعاون الإسلامي للشباب، بالكلمة الرئيسية، حيث رحب بالضيوف الكرام، مُعبرًا عن امتنانه للشركاء والمنظمين الموقرين الذين ساهموا في إحياء هذه القمة. وأشار إلى أن إسطنبول مدينة مثالية لاستضافة القمة كونها نقطة التقاء الشرق بالغرب، والتقاليد مع الابتكار، والأخلاق مع الاقتصاد، مشيدًا بدور القمة كمنصة فريدة للتعمق في الاقتصاد الإسلامي وتفعيل مقاصد الشريعة بالإضافة إلى تمهيد الطريق لمستقبل أكثر شمولًا وازدهارًا.
بخبرته القيادية النقاشية، أدار د. فروخ رضا، رئيس مجلس الحوكمة والأخلاقيات بـ (أيوفي)، الجلسة النقاشية الثالثة تحت عنوان “الاقتصاد الإسلامي كاقتصاد أخلاقي: استكشاف المبادئ والمنطلقات والفوائد والضرورات الأخلاقية” مُسلطًا الضوء على أن هذه الجلسة تستكشف كيفية عمل الاقتصاد الإسلامي كاقتصاد أخلاقي، مما يثير التساؤل حول ما هو المقصود بالضبط بالاقتصاد الإسلامي.
من منطلق التمسك بقيم النزاهة والصدق والمسؤولية الاجتماعية، يشجع الاقتصاد الإسلامي على اتباع نهج أكثر أخلاقية في توزيع الثروة وتخصيص الموارد. ويؤكد على أهمية ضمان حصول الجميع على الضروريات الأساسية وفرص النمو والتنمية، ومن هذا المنطلق، ناقش د. عيسى يلمظ، أستاذ مشارك، قسم الاقتصاد، جامعة اسطنبول المدنية، موضوع “الأسس الأخلاقية للاقتصاد الإسلامي: مبادئ الإنصاف والعدالة من أجل الرفاهية المجتمعية”.
تأكيدًا على إنشاء مناقشة ثاقبة ومثمرة، تناول أ.د. منذر قحف، أستاذ التمويل الإسلامي والاقتصاد في كلية الاقتصاد والإدارة، جامعة إسطنبول صباح الدين زعيم، تركيا، موضوع “الإحسان في الاقتصاد الإسلامي: استكشاف مفهوم العطاء وأثره”.
ناقش د. مليح توران، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة غولدفرامر، موضوع : تمكين المستقبل: دور الشباب في النهوض بالممارسات المصرفية الإسلامية من خلال مبادرات الاقتصاد الرقمي.
من خلال التركيز على النظم البيئية، يمكننا تحقيق توازن متناغم بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة. لا يتوافق هذا النهج مع التعاليم الإسلامية بشأن إدارة الأرض فحسب، بل يضمن أيضًا توزيعًا أكثر عدالة للموارد للجميع، في ضوء ذلك، أدارت د. يلدز أوزكوك، أستاذ مشارك في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية والاجتماعية، جامعة حسن كاليونجو، الجلسة النقاشية الرابعة تحت عنوان “أوجه التكامل والاستدامة: النظم البيئية في سياق الاقتصاد الإسلامي وأثرها على الصعيدين المحلي والدولي”، مُقتبسة من الشيخ صالح كامل “إذا لم تضف للدنيا شيئًا، فأنت فيها زائل”.
ناقش د. أديب سمولو، أستاذ مساعد ورئيس قسم المالية سابقا ومدير برنامج ماجستير العلوم في المالية جامعة عفت، موضوع “النظم الاقتصادية الإسلامية على المستوى المحلي: معالجة الاحتياجات الخاصة بالدول والآثار المترتبة على ذلك”.
من خلال إنشاء مراكز مالية جديدة مصممة خصيصا لتلبية احتياجات العالم الإسلامي، يصبح بوسع البلدان تعزيز النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الشمول المالي بين السكان المسلمين. في ضوء ذلك، ناقش د. عبد الباري مشعل، شريك إداري في شركة رقابة للتدقيق الشرعي والاستشارات المالية الإسلامية، موضوع الدور المتطور للمراكز المالية العالمية: ضرورة وجود مراكز جديدة متعددة لتلبية الاحتياجات الاقتصادية والمالية للعالم الإسلامي.
يُعد اكتشاف النظام الاقتصادي لصناعة الحلال عملية معقدة وديناميكية تتضمن فهم المعايير والشهادات المختلفة بها، بناءً على ذلك، تناول سعادة أ. إحسان أوفوت، الأمين العام لمعهد المواصفات والمقاييس للدول الإسلامية – منظمة التعاون الإسلامي، موضوع “استكشاف منظومة صناعة الحلال: المعايير والاستدامة واحتياجات الأسواق”.
تحت عنوان “التطور التشريعي في الاقتصاد الإسلامي: المكونات والتحديات والفرص”، انعقدت فعاليات الجلسة النقاشية الخامسة والأخيرة لقمة البركة الأولى في إسطنبول. بهدف إنشاء مناقشة ثاقبة ومحادثة قيمة أدار د. طارق أكين، رئيس قسم التمويل بالمشاركة في المكتب المالي، رئاسة تركيا، الجلسة النقاشية الخامسة للقمة، موضحًا مختلف الجوانب والموضوعات خلال الجلسة.
قام أ.د. محمد سراج، أستاذ الدراسات الإسلامية بقسم الحضارات العربية والإسلامية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، بتقديم معرفته وخبراته الاقتصادية لمشاركتها أثناء مناقشة موضوع “التطورات في الأطر القانونية والتشريعية: نحو بنية تشريعية واقعية للاقتصاد الإسلامي ومؤسساته”.
بالحديث عن “الأطر التنظيمية والهياكل القانونية للنماذج غير الربحية في الاقتصاد الإسلامي: الزكاة والوقف أنموذجا”، سلط سعادة د. عمر حسيني ، الأمين العام لمركز التحكيم الدولي – منظمة التعاون الإسلامي، الضوء على إمكانات الزكاة والوقف.
تؤكد المبادئ القرآنية على أهمية معاملة جميع الأفراد بكرامة واحترام، بغض النظر عن خلفيتهم أو وضعهم الاجتماعي. ومن خلال دمج هذه القيم في قوانيننا، يمكن التأكد من أن نظامنا القانوني عادل ونزيه، في إطار ذلك، ناقش سعادة أ. أحمر بلال صوفي، محامي المحكمة العليا في باكستان، والشريك الإداري ورئيس ممارسة تسوية المنازعات في شركة إيه بي إس آند كو، إسلام أباد – باكستان، موضوع “المبادئ القانونية القرآنية للعدالة: الإطار التشريعي للمساواة والعدل في القرآن الكريم”.
بالحديث عن “استطلاع التحديات التي تواجه المؤسسات المالية الإسلامية في تركيا”، صرح د. مراد ياش، أستاذ مساعد، معهد الاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة مرمرة، أن التشريعات واللوائح المالية الإسلامية هي مفتاح النمو المستدام والاستقرار للمؤسسات المالية الإسلامية، مضيفًا أن الأدبيات المتعلقة بالتشريعات واللوائح المالية الإسلامية في تركيا لا تزال محدودة للغاية.
خلال ورشة العمل بعنوان “مدونة الأخلاقيات للمهنيين في مجال التمويل الإسلامي”، أصر د. فروخ رضا، رئيس مجلس الحوكمة والأخلاقيات، هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي)، على إنشاء حوار تفاعلي ومُثمر يعتمد على الأسئلة والأجوبة وتبادل الخبرات بينه وبين الجمهور. كما ذكر سعادة د. عمر حسيني، الأمين العام لمركز التحكيم لمنظمة التعاون الإسلامي، أن الأخلاق لا تتعلق فقط بفعل الشيء الصحيح بل يتعلق الأمر بفعل الشيء الصحيح بالنية الصحيحة والعقلية الصحيحة، وبالطريقة الصحيحة، حتى عندما لا تتم ملاحظته بشكل صريح.
ألقى سعادة الأستاذ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الكلمة الختامية لقمة البركة الأولى في إسطنبول – تركيا، حيث بدأ بالإعراب عن تقديره للشراكات والرعايات الناجحة إلى جانب فرق العمل الذين ساهموا في إحياء هذه القمة، كما أشاد سعادته بكفاءة كل ورقة بحثية تم تقديمها خلال اليومين الماضيين إلى جانب المناقشات الثرية التي كشفت الجوانب المختلفة للاقتصاد الإسلامي، مضيفًا أن أخطر ما يواجه الاقتصاد الإسلامي اليوم في عالمنا المعاصر هو السطحية والفردية في التعامل معه.
وفي ختام كلمته، أعلن سعادة الأمين العام عن قمة البركة الثانية في إسطنبول تحت عنوان “استراتيجيات الاقتصاد الإسلامي: الطريق نحو اقتصادًا عالميًا مؤثر”، والتي تنعقد العام القادم، موضحًا أن هذا العنوان يعد مكملًا لما تم بدأه في قمة هذا العام.
Comments are disabled.