انعقدت قمة البركة الثالثة في لندن يومي 26 -27 أكتوبر 2024 بفندق جاي دبليو ماريوت جروسفنور هاوس لندن – المملكة المتحدة، تحت عنوان “الآفاق العالمية للاقتصاد الإسلامي: المسار نحو اقتصاد عالمي مُستدام وأخلاقي ومُبتكر”، بتنظيم من منتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، حيث أتى هذا الحدث الدولي المهم تعزيزًا للاقتصاد الإسلامي عالميًا ودفعًا لتأثيره المتنامي اقتصاديًا واجتماعيًا.

فعاليات اليوم الأول – 26 أكتوبر 2024

حفل الافتتاح

بدأ حفل افتتاح اليوم الأول من القمة بكلمة ألقاها السيد فراز خان حامل وسام عضو الإمبراطورية البريطانية (MBE)، الرئيس التنفيذي والشريك في شركة سبكتريكو بالولايات المتحدة، ومؤسس ومدير شركة سيد فينتشرز، حيث أعرب عن سعادته بكونه جزءًا من قمم البركة بلندن خلال السنوات الماضية، مسلطًا الضوء على نتائج هذه القمم ومداولاتها، والتي ظهرت وانعكست في التعاون والشراكات والأوراق البحثية، وأضاف أن وجود جمع مليئ بأصحاب المصلحة وصناع القرار في المجالين الاقتصادي والأكاديمي، هو شيء فريد من نوعه.
افتتحت فعاليات القمة بتلاوة مباركة من القرآن الكريم تلاها القارئ بلال أبو جعفر، لتضفي آيات سورة الأنعام على الحفل جوًا من السكينة والشعور بالغاية والهدف.
تبع ذلك الكلمة الترحيبية لسعادة الأستاذ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الذي أكد على المسؤولية الكبيرة الواقعة على القمة فيما يتعلق بمعالجة القضايا العالمية الملحة، معلناً عن بعض مشاريع المنتدى القادمة التي تبرز ما به من مرونة ودأب، مشيراً إلى أن إطلاق مركز التفكير الاستراتيجي للاقتصاد الإسلامي العام المقبل، والذي سيصب تركيزه فقط على القضايا الاستراتيجية عالمياً، يعد من الخطط المستقبلية، موضحاً أنشطة ومبادرات هذا المشروع.
وتطرق سعادته إلى مناقشة بعض أهم القضايا العالمية الملحة، كقضايا الانبعاثات الكربونية الصفرية والقضايا البيئية ذات الصلة بمقاصد الشريعة، مشيرًا إلى العمل الجاري على مبادرات تركز على الاستدامة، حيث من المأمول إطلاق العديد من تلك المشاريع العام المقبل، كما ركز على عكس أهمية الشراكة بين المنتدى والجهات المختلفة لتحقيق النجاح.
ألقى الكلمة الرئيسية في اليوم الأول كلًا من سعادة السيدة ناز شاه، عضو البرلمان عن حزب العمال، المملكة المتحدة، وسعادة السيد دينو سليموفيتش، مستشار وزير خارجية البوسنة والهرسك.
بدأت سعادة السيدة ناز شاه، بالتعبير عن امتنانها وسعادتها بالتواجد في هذه القمة، مسلطة الضوء على مكانة التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة، حيث تعد لندن العاصمة العالمية للقطاع، ما يفتح في نظرها فرصًا للحوار والتداول، ثم انتقلت إلى معالجة قضية “الإسلاموفوبيا” وكيف يمكن لسوق المالية الإسلامية العالمي أن يحدث الفارق في السرد، كما خاطبت الحضور حول كيفية اضطلاع كل منهم بدور في إحداث هذا التغيير من خلال الاستثمارات والشراكات.
وفي حديثها عن تغيير ثقافة التمويل الإسلامي في المملكة المتحدة، أكدت أن الحكومة بحاجة إلى فهم دورها هي الأخرى وما يمكن أن تقدمه، مشيرة إلى أن هناك أكثر من 6.5٪ من البريطانيين مسلمين، مؤكدةً على الدور الذي يمكن أن يلعبه جمهور هذه القمة في التأثير على بريطانيا العظمى.
من جانبه، أعرب سعادة السيد دينو سليموفيتش عن امتنانه بالتواجد في هذه القمة، ثم بدأ بالإشادة بإرث الراحل الشيخ صالح كامل، رحمه الله، حيث تركت رؤيته للاقتصاد والتمويل الإسلامي تأثيرًا خالدًا على العالم، مثنيًا على جهوده لتعزيز مبادئ التمويل الإسلامي ليس فقط كنموذج اقتصادي ولكن أيضًا كدافع لتحقيق العدالة والرفاهية والتعاون بين الأمم، مضيفًا أن هناك التزامًا بتنفيذ رؤيته.
وأكد سعادة السيد دينو سليموفيتش، أنه إذا قمنا بتطوير الاقتصاد الإسلامي، بتضمينه مصطلحات أكثر جاذبية وأكثر قابلية للفهم، فيمكن أن ينمو بشكل أسرع وأسهل ويمكن قبوله في جميع أنحاء العالم، مضيفًا أن التمويل الإسلامي بتركيزه على العدالة والاستثمارات الأخلاقية يتماشى مع الأهداف العالمية، فتساعد الزكاة والعطاء الخيري، على سبيل المثال، على الحد من الفقر والجوع بشكل مباشر.
كما أبرز سعادة السيد دينو أن التكنولوجيا والابتكار سيكون لهما دور رئيسي في التمويل الإسلامي، حيث يمكن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين (Blockchain) أن تحسن من الشفافية، وتحد من المخاطر، وتبسط الخدمات المالية، كما تناول التحديات المختلفة التي تواجه التمويل والاقتصاد الإسلامي المعاصر، واقترح الحلول الممكنة للتغلب على هذه العقبات.
وعقب الكلمات الرئيسية، تم عرض الفيلم الافتتاحي لقمة البركة الثالثة في لندن، والذي أبرز قدرة الاقتصاد الإسلامي على معالجة القضايا الاقتصادية الحالية من خلال طرق، أخلاقية، ومستدامة، ومبتكرة، مسلطًا الضوء على المبادئ الإسلامية ونهجها تجاه تحديات كعدم المساواة، واستعرض الفيلم كذلك رحلة منتدى البركة كمؤسسة رائدة في الاقتصاد الإسلامي، وقد عزز هذا العرض موضوع القمة المتمثل في الاستفادة من التمويل الإسلامي لخلق تأثير مفيد في الاقتصاد العالمي.
واختتم حفل الافتتاح بتوقيع سعادة الأستاذ يوسف حسن خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، ممثلًا عن المنتدى، و والبروفيسور محمد أسوتاي، أستاذ الاقتصاد السياسي والتمويل في الشرق الأوسط والإسلامي، مدير مركز دورهام للاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة دورهام، المملكة المتحدة، ممثلًا عن المركز، لتُعبر هذه الشراكة عن تضافر الجهود في تطوير مجالي الاقتصاد والتمويل الإسلامي، مما يعكس التزام الأطراف المشاركة بتحقيق تقدم مستدام في هذا القطاع الحيوي.
وخلال الفعالية، تلقى السيد محمد عاطف حنيف، الرئيس التنفيذي لبنك البركة الباكستاني، شهادة شرفية من سعادة السيد خلاوي، وذلك نيابة عن مجموعة البركة ش.م.ب. (م) كشريك عالمي. وذلك بحضور سعادة السيد عبدالإله الصباحي، الرئيس التنفيذي لشركة دار صالح، ما يسلط الضوء على أهمية هذه الشراكات في تعزيز قطاع التمويل الإسلامي.
وفي لفتة امتنان، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي المتحدثين في حفل الافتتاح، مشيدًا بمساهماتهم للمجال.

الجلسة الحوارية الأولى من قمة البركة الثالثة في لندن: “الاقتصاد الإسلامي والمسؤولية الجماعية: أهداف موحدة لكوكب مشترك”.

انطلاقًا من التزامه بتعزيز الحوار الهادف والبناء، أدار السيد فراز خان حامل وسام عضو الإمبراطورية البريطانية (MBE)، الرئيس التنفيذي والشريك في شركة سبكتريكو بالولايات المتحدة، ومؤسس ومدير شركة سيد فينتشرز، الجلسة الحوارية الأولى، حيث استعرض الموضوعات التي تركز عليها الجلسة، مشيرًا إلى أهمية استكشاف مبادئ الشريعة الإسلامية الحَاثَّة على الخير والتعاطف داخل الأطر المالية أيضًا.
وخلال الجلسة، تناول الأستاذ باولو بيترو بيانكوني، أستاذ إدارة الأعمال والتمويل الإسلامي، جامعة تورينو، إيطاليا ، موضوع ” منطلقات الاقتصاد الإسلامي اقتصادياً ومالياً واجتماعياً”، حيث ناقش أسس قيام الاقتصاد والتمويل الإسلامي، بالإضافة إلى شرح مبادئ المساواة وتوزيع الثروة في الاقتصاد الإسلامي، مشيرًا إلى أن التمويل الإسلامي يقدم بديلاً أخلاقيًا قويًا للتمويل التقليدي فيما يتعلق بقضايا الاستدامة.
كما ناقش الأستاذ المُشارك الدكتور زياد محمد، باحث رئيسي، مركز التمويل الاجتماعي الإسلامي، المركز الدولي للتعليم في جامعة التمويل الإسلامي (INCEIF)، التطور التاريخي للتمويل والمصرفية الإسلامية، كما استعرض إنتاجات المجال في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، مثل تطوير الأدوات المالية كالصكوك وتأسيس الأوقاف، كما تناول التأثيرات والدروس المستفادة من التراث الإسلامي، من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية الحديثة.
وتناول السيد عمر شيخ، العضو المنتدب، المبادرة العالمية للتمويل الأخلاقي (GEFI)، موضوع “التعاون الدولي: معاً لصياغة اقتصاد عادل وإسلامي مُستدام”، حيث ركز على التمويل المستدام، واستعرض وجهات النظر حول قضايا الاستدامة، مسلطًا الضوء على ما يضيفه الفكر الاقتصادي الإسلامي إلى المناقشة.
وتعبيراً عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، المتحدثين في الجلسة الحوارية الأولى.

الجلسة الحوارية الثانية من قمة البركة الثالثة في لندن: “نظرة مستقبلية للاقتصاد الإسلامي: اكتشاف الفرص و مواجهة التحديات”.

أدار السيد نادر النقيب، رئيس الشراكات الخاصة والخيرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجلسة الحوارية الثانية من القمة، ملقيًا كلمة موجزة عن اللاجئين، أبرز فيها أن هناك 122 مليون لاجئ حول العالم، وأن العدد كان أقل من نصف ذلك قبل 10 سنوات، مشيرًا إلى النمو المتسارع لهذه الأزمة.
وتناول البروفيسور محمد أسوتاي، أستاذ الاقتصاد السياسي والتمويل في الشرق الأوسط والإسلامي، مدير مركز دورهام للاقتصاد والتمويل الإسلامي، جامعة دورهام، المملكة المتحدة، موضوع “الضرورة الأخلاقية الإسلامية: تعزيز النُظم الاقتصادية بالقيم”، مشيرًا لظهور أطر أخلاقية جديدة تتداخل مع قضايا الاستدامة والأعمال التجارية الأخلاقية، موضحًا الفارق بين الأخلاقيات العملية والأخلاقيات/القيم الجوهرية.
وتحت عنوان “تسخير رأس المال العامل لصالح تعزيز المجتمعات ودفع عجلة التقدم الاقتصادي”، ناقش الدكتور محمد مكي، أستاذ مشارك، قسم التنمية الدولية، جامعة أكسفورد؛ زميل في مركز سلطان حسن البلقية في التمويل الإسلامي، مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، على وجود دعوة متزايدة للتمويل والاقتصاد الإسلامي لمعالجة قضايا الفقر والتنمية المستدامة، كما أوضح أن العقود القائمة على المشاركة قد تكون مفضلة على عقود الديون الأكثر صرامة لتمويل استثمارات العديد من الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تحقق عائدات عالية ولكنها متقلبة، وخاصة لأصحاب الأعمال الأكثر تحفظًا في المخاطرة، ورغم ذلك، أشار إلى ندرة التطبيقات التجريبية في التمويل الإسلامي، مسلطاً الضوء على تلك فجوة.
وقدم الدكتور سفيان قاسم، الرئيس القسم العالمي لمتخصصي الاستثمار في صناديق المؤشرات المتداولة والفهرسة، في مؤسسة هونغ كونغ وشنغهاي المصرفية (HSBC)، عرضاً بعنوان “الأضرار الجانبية للرأسمالية: التداعيات الاقتصادية والاجتماعية ومُعالجات الاقتصاد الإسلامي”، تناول من خلاله قضايا التفاوت الاقتصادي وتركيز الثروة، والانتقادات الموجهة إلى الأنظمة الرأسمالية إلى جانب الحلول الإسلامية المتاحة.
كما سلط الضوء على التقارب بين مبادئ الحوكمة البيئية والاجتماعية والحوكمة (ESG) ونهج الاستثمار القائم على الإيمان. وأكد الدكتور قاسم على التزام بنك (HSBC) بتَنقية الدخل للمستثمرين، مشيراً إلى أن الأرباح من الشركات يمكن أن تنتج عن عملياتها التجارية العادية، الأمر الذي قد يشكل تحديًا من حيث امتثال تلك الأرباح للشريعة.
وأوضح أنه في حين قد تفي شركة كبيرة ومتنوعة بمعايير الشريعة، فإنها قد تحص على جزء صغير (أقل من 5٪) من إيراداتها من أنشطة غير متوافقة مع الشريعة، ما يؤكد على الحاجة المستمرة لتكاليف التطهير لضمان الالتزام بالمبادئ المالية الإسلامية.
وتعبيراً عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، المتحدثين في الجلسة الحوارية الثانية.

الجلسة الحوارية الثالثة من قمة البركة الثالثة في لندن: “مسارات الازدهار: تعزيز المبادئ الأساسية للأولويات الاقتصادية الإسلامية”.

أدار السيد سهيل علي، شريك، في شركة دي إل إيه بايبر، الجلسة الثالثة بعنوان “مسارات الازدهار: تعزيز المبادئ الأساسية للأولويات الاقتصادية الإسلامية”. لتعطي مهارته الحوارية الجذابة تجربة حيوية وفريدة للحضور، أكد السيد سهيل أن المصطلحات المختلفة التي يستخدمها المحامون وخبراء الصناعة بشكل شائع – مثل الاستدامة والتعاون والشمول المالي – تتوافق بشكل أساسي مع مبادئ التمويل الإسلامي.
وتناول الدكتور محمد كبير محمد، الرئيس التنفيذي لإدارة الامتثال، في بنك تاج المحدود، “تحديات المجتمعات والبلدان المتنامية من منظور الاقتصاد الإسلامي”، مركزًا على القضايا الملحة المتعلقة بالوصول إلى رأس المال والشمول المالي، واستكشف كيف يمكن للتمويل الإسلامي أن يساعد في التغلب على الحواجز في الاقتصادات النامية، كما سلط الضوء على دور أدوات التمويل الاجتماعي الإسلامي مثل الزكاة والصدقة والوقف في تنمية المجتمع.
تحدث السيد فلاديمير مالينكو، العضو المنتدب لتطوير الأعمال بشركة إكس تي سي سي (XTCC)، حول موضوع “مبادئ الاقتصاد الإسلامي في رعاية مهارات الابتكار: تمكين الشباب والقدرات الماهرة لتحقيق التأثير العالمي”، واستكشف وجهات النظر الإسلامية بشأن تعليم ريادة الأعمال، مؤكداً على أهميتها في تعزيز الابتكار وتمكين الشباب.
ألقى السيد رفيع الدين شيكوه، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب، شركة دينار ستاندرد، عرضًا مميزًا حول “التمكين الاقتصادي من خلال الإنتاج: رؤى من الممارسات الاقتصادية الإسلامية الحقيقية”، مؤكدًا على قدرة المبادئ الاقتصادية الإسلامية على دفع النمو الصناعي المستدام. وسلط السيد رفيع الدين الضوء على أهمية دمج أعمال رواد الأعمال الناشئين المتوافقة مع الشريعة الإسلامية مع الشركات الكبرى من منظمة التعاون الإسلامي، حيث يمكن لهذا التآزر أن يخلق اقتصادًا مرنًا وشاملاً يمكّن الابتكار.
مشيرًا إلى أن أحداث كقمة البركة في لندن تعد فرصًا فريدة للشركات الناشئة، باعتبارها جمعًا يوفر الإرشاد وبناء العلاقات، ما يسهم تطوير نظام اقتصادي إسلامي حيوي ونابض. ومن خلال دعم هذه المبادرات، يمكننا أن ننشئ بيئة تزدهر فيها الابتكارات، ويصبح التمكين الاقتصادي واقعاً ملموساً لرواد الأعمال الطموحين.
وتعبيراً عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، المتحدثين في الجلسة الحوارية الثالثة.

الجلسة الحوارية الرابعة من قمة البركة الثالثة في لندن: “المنافع متعدية الربح: تفعيل المسؤولية باستخدام ادوات الاقتصاد الإسلامي غير الربحية”.

إنطلاقًا من كون المسؤولية الأخلاقية والتأثير المستدام أحد الجوانب المهمة في نماذج التمويل الإسلامي، أدار الدكتور أبو بكر جابر أبو بكر، رئيس الكلية ونائب الرئيس لكلية آل مكتوم للتعليم العالي، المملكة المتحدة، الجلسة الرابعة بعنوان “المنافع متعدية الربح: تفعيل المسؤولية باستخدام ادوات الاقتصاد الإسلامي غير الربحية”، مؤكدًا على الأساس القرآني لمقاصد الشريعة، وموضحًا كيف أن المقاصد تعطي الأولوية للأثر الاجتماعي والبيئي جنبًا إلى جنب مع العائدات المالية.
وأكد الدكتور صلاح الحمادي، وكيل الجامعة العربية المفتوحة للشؤون الأكاديمية والبحث العلمي، على الالتزام بالحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة بما يتماشى مع مقاصد الشريعة، مسلطًا الضوء على أهمية دمج الاعتبارات الاجتماعية والبيئية في استراتيجيات الاستثمار.
وناقش السيد محمد عاطف حنيف، الرئيس التنفيذي، بنك البركة، باكستان، “بناء نظام بيئي رقمي إسلامي: دمج التكنولوجيا من أجل التقدم الاجتماعي والاقتصادي”، وكشف أن صناعة التمويل الإسلامي العالمية نمت إلى 4.5 تريليون دولار، حيث تشكل الخدمات المصرفية الإسلامية 70٪ من هذا الإجمالي. وفي حين أن هذا النمو مهم، أقر حنيف بأنه لا يعكس بعد الإمكانات الكاملة للصناعة، مشيرًا لقدرة الخدمات المصرفية الإسلامية على جذب جمهور أوسع.
وتناولت الدكتورة وداد متادجر، محاضرة في التمويل الإسلامي وإدارة الأعمال، كلية آل مكتوم للتعليم العالي في دندي، موضوع “أفضل الممارسات في مجال الابتكار والتطوير: دروس من قادة العالم”، مشيرةً إلى الاستراتيجيات الرامية لتعزيز ثقافة الابتكار من خلال رؤى من رواد الابتكار الإسلامي، ومن الأمثلة على ذلك تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على الابتكار من خلال مبادرات مثل صندوق محمد بن راشد للابتكار ومؤسسة دبي للمستقبل، حيث دفعت هذه الجهود إلى تحقيق تقدم في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال.
وتعبيراً عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الجلسة الحوارية الرابعة.

الجلسة الحوارية الخامسة والأخيرة: “التنمية الاقتصادية والمجتمعية من خلال النماذج الإسلامية غير الربحية”.

أدارت الدكتورة أقصى عزيز، كبيرة المحاضرين في المالية، كلية الاقتصاد والمالية والمحاسبة، كلية الأعمال والقانون، جامعة كوفنتر، الجلسة الخامسة من القمة بعنوان “التنمية الاقتصادية والمجتمعية من خلال النماذج الإسلامية غير الربحية”، بتمكن وحضور قوي.
وتحدث السيد هارون عطا الله، رئيس هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، عن موضوع “المبادرات وأثر المؤسسات الوقفية: الوقف كأقدم مؤسسة خيرية”، متناولًا التطور التاريخي للأوقاف، كما استعرض تجربة هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، مع تسليط الضوء على أن أول أصل تم الحصول عليه جزئيًا باستخدام أموال الوقف كان في عام 1993 مقابل 375,000 جنيه إسترليني.
وتناولت د.حورية الإسلامي، الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة إتش جي سي (HGC)، موضوع “التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمؤسسات الصغيرة ومتناهية الصغر من خلال تمويل القرض الحسن”، موضحةً آليات تمويل القرض الحسن، وكيفية دعم القروض الخالية من الفائدة لنمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وقدمت تحليلاً لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وسلطت الضوء على تحدياتها الرئيسية، مثل المشهد التنظيمي ورأس المال التأسيسي.
وتعبيراً عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، المتحدثين في الجلسة الحوارية الخامسة.

ملاحظات خاصة

بدأ الأستاذ الدكتور عليجا أفدوكيتش، أستاذ الاقتصاد السياسي والتمويل الإسلامي، كلية إدارة الأعمال، جامعة دندي ، بتقديم ملاحظاته الخاصة بعنوان “الاهتمام المتزايد للمنظمات الدولية بالأدوات المالية الإسلامية لتحقيق أهداف الاقتصاد الإسلامي”، مسلطًا الضوء على الكيانات العالمية الكبرى وأنشطتها المتعلقة بالتمويل الإسلامي، ومشيرًا إلى تبني الأدوات المالية الإسلامية من قبل المنظمات الدولية، موضحًا ذلك برؤى من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وتعبيرًا عن الشكر والتقدير، كرم سعادة الأستاذ يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، الأستاذ علي أفدوكيتش لتقديمه الملاحظات الخاصة.

ملاحظات ختامية

ألقت السيدة عالية جعفر، مدير العلاقات الدولية، الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية (ICCD)، ملاحظات ختامية مميزة نهاية اليوم الأول من قمة البركة الثالثة في لندن، حيث أثنت على الإرث الخالد للشيخ صالح كامل، الذي تظل رؤيته القوة الدافعة للقمم وفعاليات البركة، ولفتت السيدة عالية الانتباه إلى الموضوعات الأكثر إلحاحًا التي تمت مناقشتها خلال القمة، مثل تعزيز التعاون بين المؤسسات الاقتصادية الإسلامية، والدور الحاسم للإرادة السياسية في التغلب على تحديات القطاع، والحاجة الملحة إلى تطوير أطر تنظيمية شاملة لتوجيه وتعزيز التمويل الإسلامي على مستوى العالم، مختتمةً كلمتها بالإعلان عن موضوع القمة القادمة: “الاقتصاد الإسلامي في الدول غير الإسلامية”.
وتعبيرًا عن الشكر والتقدير، كرم سعادة السيد يوسف خلاوي، الأمين العام لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي، السيدة عالية جعفر لإلقائها الملاحظات الختامية في اليوم الأول من قمة البركة الثالثة في لندن.

فعاليات اليوم الثاني – 27 أكتوبر 2024

بكلمات حماسية، أعلن السيد فراز خان حامل وسام عضو الإمبراطورية البريطانية (MBE)، الرئيس التنفيذي والشريك في شركة سبكتريكو بالولايات المتحدة، ومؤسس ومدير شركة سيد فينتشرز، عن انطلاق اليوم الثاني من قمة البركة الثالثة في لندن.
تناول المتحدث الرئيسي في اليوم الثاني، معالي السيد نجم الدين بلال أردوغان، رئيس مجلس الأمناء، مؤسسة إيليم يايما، اسطنبول، جوهر التمويل الإسلامي، مؤكدًا على دوره في تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، ودعم الصناعات الخضراء، والاستثمار في الشباب، وأنه ليس مجرد “تمويل من أجل التمويل”؛ بل نموذج اقتصادي ومالي ذا غاية وهدف، مؤكدًا على الحاجة إلى التمويل الإسلامي لإعادة ربط النظام المالي بأهدافه الأساسية، داعيًا إلى نموذج يركز على المنفعة الاجتماعية بدلاً من الربح الخالص.

ورشة عمل

وعلى هامش قمة البركة الثالثة في لندن، انطلقت ورشة عمل مثمرة بعنوان “الصكوك كأصول سائلة عالية الجودة: كيان الأصول وأزمة السيولة في الأسواق المالية “، قدمها سعادة السيد محمد سَفْري شاهول حميد، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الهيئة الإسلامية العالمية لإدارة السيولة (IILM).
بدأ سعادة السيد محمد سَفْري تقديم الورشة بتوضيح المصطلحات العامة مثل الصكوك والسندات، وأكد أن إصدار الصكوك العالمية من المقرر أن يرتفع في الربع الرابع من عام 2024 وحتى عام 2025، مدفوعًا بتحسن ظروف التمويل بعد خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة إلى 5٪. وأوضح أيضًا أنه مع توقع انخفاض أسعار الفائدة إلى 3.5% بحلول نهاية عام 2025، فإن شهية المستثمرين المتزايدة لديون الأسواق الناشئة المقومة بالدولار الأمريكي، وخاصة الصكوك، ستتعزز بفضل السيولة المستقرة في دول مجلس التعاون الخليجي. ومع ذلك، تظل التعقيدات المتعلقة بالشريعة الإسلامية والمخاطر الجيوسياسية وتقلب أسعار النفط عوامل معاكسة محتملة.

جلسة خاصة

اختتمت قمة البركة الثالثة في لندن أعمالها بجلسة خاصة بعنوان “الابتكار في الاقتصاد الإسلامي: جلسة خاصة تستعرض أبحاث الدكتوراة من الجامعات البريطانية في الاقتصاد والتمويل الإسلامي”، شارك فيها سبعة محاضرين من أربع جامعات بريطانية.
من كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) – جامعة لندن، وتحت عنوان “القانون التجاري الإسلامي والحلول القانونية للنزاعات”، قدم الباحث عبد القادر توماس عرضًا حول موضوع “أدوات المقاصد لتقييم قوانين الإفلاس العلمانية”، وناقشت الباحثة فارا محمد موضوع “دمج الإطار البيئي العادل في القانون التجاري والمالي الإسلامي”.
من جامعة دندي، وتحت عنوان “مفهوم الاقتصاد الاجتماعي الإسلامي في الاستدامة والحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات”، قدمت الباحثة سيرلي أنديني بليسينج بوتري عرضًا حول موضوع “الوقف المدر للدخل للتخفيف من حدة الفقر، دراسة حالة: جاوة الوسطى، إندونيسيا”، وناقشت الباحثة شيرين مرداني موضوع “الاقتصاد المستمد من المصادر التشريعية: دور الأديان الإبراهيمية في تشكيل السلوكيات”.
من جامعة دورهام، وتحت عنوان “الاقتصاد الإسلامي وقضايا الاقتصاد المعاصر”، قدم الباحث محمد أرتيك عرضًا حول موضوع “تشكيل الاقتصاد الأخلاقي الإسلامي: نظرية القيمة الإسلامية، ونمط الإنتاج والمعرفة الإسلامية متعددة التخصصات”، وناقش الباحث محمد توفيق أفندي موضوع “تحسين الشمول المالي من خلال القياس السلوكي للمقاصد المدعوم من الذكاء الاصطناعي”.
ومن جامعة جامعة أنجليا روسكين، وتحت عنوان “الصيرفة الإسلامية والاستثمار”، قدمت الباحثة سارة أحمد يوسف عرضًا حول موضوع “كيف يؤثر أداء الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات على الأداء المالي للشركات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية؟ (تحليل يتناول عدة دول)”.

أتت قمة البركة بالتعاون مع:

  • مجموعة البركة ش.م.ب. (م) – كشريك عالمي لمنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي في قمم البركة
  • الغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية (ICCD) – شريك استراتيجي
  • مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) – شريك معاون

الجهات الداعمة للجلسة الأكاديمية الخاصة:

  • جامعة دندي
  • كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) – جامعة لندن
  • جامعة أنجليا روسكين (ARU)
  • مركز دورهام للتمويل الإسلامي

الشريك الداعم للورشة:

  • مؤسسة الهيئة الإسلامية العالمية لإدارة السيولة (IILM)

كانت القمة الثالثة للبركة في لندن بمثابة مَعلم هام في مسيرة الاقتصاد والتمويل الإسلامي المتنامية التبلور والحضور، حيث جمعت القمة مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، وصانعي السياسات، ورواد الصناعة، والأكاديميين، ومُختلف الحضور من شتى البلدان والخلفيات، ما عزز الحوار الثري حول الاتجاهات الاقتصادية العالمية الملحة.
يؤكد هذا التجمع على أهمية المنتدى، ويسلط الضوء على تأثيره ليس فقط داخل المملكة المتحدة ولكن على نطاق عالمي. ويؤكد الحدث على الأهمية العالمية لممارسات ومبادئ التمويل الأخلاقي التي تتجاوز الحدود الثقافية. ومع استمرار نمو الطلب على خيارات الاستثمار المستدامة، تبرز قمة البركة كمرشد للنَهْج المبتكرة في هذا القطاع المتطور.
ساهمت وجهات نظر المشاركين المتنوعة في خلق جو نابض للقمة، مما يسهل المناقشات التي تلهم رؤى قابلة للتنفيذ. لا تعكس هذه القمة المشهد الحالي فحسب، بل ترسم مسارًا للتطورات المستقبلية، مما يعزز الحاجة إلى الجهود التشاركية في التمويل الإسلامي والاستثمار المستدام.

Comments are disabled.